Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
حديث الولادة

أسباب عدم نوم الرضيع في الشهر الأول والطريقة الصحيحة لتنويمه!

يعتبر النّومُ من أكثر الأمور التي تُقلِق الأم حيالَ طفلها الوليد، و تدور الكثيرُ من المخاوِف و الأسئِلة في بالِها عن هذه النقطَة بالتحديد، هل عدد ساعات نومِه كافية ؟ هل هو مصابٌ بالأَرَق؟ ما الجو الذي يجِب أن أوَّفِرهُ لطفلي كي ينامَ نوماً هانِئاً؟ هل لديه أيّة مشاكل تسبّبُ له عدمَ النَّوم أو توقِظُه ليلاً من النَّوم؟ كلُّ ذلك سنتعرّف عليه في مقالتنا التالية، و التي تخصُّ موضوعَ النوم عند حديث الولادة، و ما هي أسباب عدم نوم الرضيع في الشهر الأول و الوضعيات المناسِبة لنوم حديثِ الولادة؛ تابعوا معنا…

ما عددُ ساعاتِ نومِ الرضيع في الشهر الأول من العمر؟ 

يولد الأطفالُ و لديهم ميلاتونين من الأم، و الميلاتونِين هو هرمون ينتجهُ الدِماغ استجابَةً للظّلام و يساعِدُ في تحديد إيقاعَات الإنسان اليومية ( تنظيم الساعة البيولوجية للإنسان).

ينامُ الرضيعُ عادَةً حوالي أربع عشرةَ ساعَةً إلى سبعَ عشرةَ ساعة باليوم (٢٤ ساعةً). و ذلِك خِلال فترةِ أوّل ثلاثة أشهرٍ من العمر.

ينقسِمُ وقتُ النوم عند الرّضع في هذه المرحلةِ إلى حوالِي ثماني ساعاتٍ و نصف إلى عشرِ ساعاتٍ في الليل، وستِّ إلى سبعِ ساعاتٍ في النهار، موزعةٍ على ثلاثِ أو أربعِ قيلولات.

اقرأ أيضا : كافّة أسباب موت الأطفال حديثي الولادة ! ما على كل أمّ معرفته.

ما هي طريقةُ نوم الرّضيع الصَّحيحة؟

تلعبُ وضعيّةُ النوم دوراً كبيراً في تحسين نوعيّةِ النوم عند الرضيع.

حيث يوصَى بشكلٍ دائمٍ بوضعِ الطفل على ظهرهِ في كلّ مرةٍ ينامُ فيها، ذلك لأنَّ وضعيةَ النوم الظهري تقلل من فرصةَ حدوثِ متلازمة الموت المفاجىء عند الرّضع SIDS  ويجبُ تجنّبُ وَضع الطفل على بطنِه للنوم وذلك حسبَ توصياتِ الجمعية الأمريكية لطب الأطفال. 

يكون خطرُ الإصابة بمتلازِمة الموت المفاجىء أعلَى خلالَ الأشهر الستَّةِ الأولى من عمر الرّضيع و تحدُث معظم حالات الموت المفاجِىء بين عمرِ شهرٍ إلى أربعةِ أشهر. و من غيرِ المحتمَل أن تحدُث هذه المتلازِمة بعد عمرِ السَنة.

هل نومُ الرضيع على جانبهِ مُضِرٌّ له؟

كما ذكرنَا سابِقاً أنّ النومَ على الظهرِ هو أكثرُ وضعيّاتِ النوم آمانَاً للطفل الرضيع. بينما النوم على الجانب يمكن أن يزيدَ من خطرَ حدوثِ الموت المفاجىء عند الرضيع.

إذا كان عمر طفلُكِ أقلُّ من سنةٍ و استدارَ لوحدِه للنوم على جانبهِ أو بطنه خلال النوم. فلابدَّ من إعادَته لوضعية النوم الظهري.

كذلِك قد يؤدّي النوم على الجانب إلى حدوثِ ما يعرَف بـ ( الصَّعَر). و هو التواءُ الرَّقَبَة و ميلانُ الرأس لِجهة واحدةٍ، قد يتطوّرُ أثناء الحملِ و يسمّى صعراً ولادياً، أو قد يتطوّر بعد الولادَة و ذلِك بسبب نوم الرضيعِ على جانِبهِ دون تدعيمٍ كافٍ للرقبة.

و تتميّزُ هذه الحالة بإمالةِ الرأسِ باتجاهِ واحدٍ، غالباً ما يكونُ جهةَ الرضاعة، وتحريك العينين فقط باتجاه الأمّ بدلاً من تحريك الرأس اتجاهها. يؤثّرُ الصَّعر على كيفيةِ النومِ عند الطّفل. حيثُ سيقوم الرضيع بإمالة جسدهِ باتجاهِ جهة الصعر كي يكونَ أكثرَ راحةً خلال النوم.

تُعالجُ هذه الحالةُ بتمارينَ خاصةٍ، و باستعانةِ معالجٍ فيزيائيٍ متخصصٍ بهذه الحالات.

متى ينتظمُ نومُ الطفلِ حديث الولادة؟

يعاني الرّضعُ من تبدّلاتٍ في نظامِ النوم و ذلِك تبعاً لعدّةِ عوامِل. حيث يبقَى هذا النظامُ مضطّرِباً إلى فترةٍ معيّنةٍ ثم بعدها يبدأُ بالانتظام.

معظمُ الأطفالِ الرضع لا يبدأونَ النومَ المنتظمَ في الليل دون استيقاظٍ حتى يُتِمُّونَ الشهر الثالِث من العمرِ أو حتّى يزداد الوزن إلى ( 5.4 -5.8) kg. 

حوالي ثُلُثي الأطفال يصبِحونَ قادرينَ على النومِ بانتظامِ خلال الليل بعمر ستةِ أشهرٍ.

ما هي أسباب عدم نوم الرضيع في الشهر الأول ؟

 أسبابُ عدمِ نوم الرضيع في الشهر الأول
أسبابُ عدمِ نوم الرضيع في الشهر الأول

تعتبرُ الأسبابُ الخمسة التاليةُ أشيعُ الأسبابِ لعدم نومِ الرضيعِ ليلاً و هي :

1. الرضيعُ لا يعرفُ الليلَ من النّهار!

يبدأُ بعضُ الرضعِ النومَ وفقاً لجدولٍ يسمّى ( انعكاس النهار/الليل). حيثُ ينامُ الطفلُ جيداً خلال النهار لكنَّهُ مستيقظٌ مشغولٌ خلال الليل، و هذا أمرٌ محبِطٌ و مقلقٌ للأمّ لكنَّهُ مؤقتٌ.


2 الرضيعُ جائِعٌ (من أهمّ أسباب عدم نوم الرضيع في الشهر الأول)

بحالِ كانَت الأمُّ ترضِع طفلَها من الثدي، فحليبُ الثدي يهضَمُ بسرعةٍ و هذا يعنِي أنَّ الطفل يمكِن أن يستيقظَ جائِعاً. حتّى لو قمتِ بإرضاع طفلِكِ منذُ ساعتين فعليكِ التأكّدَ من أنّهُ ليسَ جائِعاً إذا كان لا يقبَل الخلود إلى النوم.


3. الطفلُ ليسَ على ما يرام صحيّاً

قد يعاني الطفلُ من واحدةٍ من الحالات التالية و التي تمنعهُ من النوم. وتعتبر من أسباب عدم نوم الرضيع في الشهر الأول وهي : 

  • غازات البطن.
  • نزلَة البرد أو الحساسية.
  • الإمساك وصعوبَة التغوّط.
  • مرحلَة التسنين (بزوغ الأسنان).

4. طفلُكِ بحاجتكِ!

يجدُ بعضُ الآباءِ ( الأب أو الأم)  أنّ النومَ في نفسِ الغرفة يساعِدُ الرضيعَ على الشعورِ بقربهِ من أهلِه و يَسمَحُ للآباءِ ببعضِ النوم ليلاً. تُوصِي الجمعية الأمريكية لطب الأطفال بمشاركة الغرفَة ذاتِها مع الطفل و لكن ليسَ مشاركة السرير ذاتِه.


5. طفلُكِ قلقٌ!

قد يؤثِّرُ ما تتناولهُ الأمُّ المرضعُ في حدوثِ القلق عند الرضيعِ، حيث أنّ تناولُ المنبهات مثلُ القهوة و الشوكولا قد يزيدُ فترةَ سَهَرِ الرضيعِ و إحساسِهِ بالقلَق.

اقرأ أيضا : كيف يبدو شكل رأس الرضيع حديث الولادة الطبيعي ؟ ومتى علي أن أقلق!

ماذا أفعلُ إذا بقيَ طفلي مستيقظاً أكثرَ من المعتاد ؟

 في حال كان طفلكِ يستيقظُ ليلاً أكثرَ من المعتاد، فعليكِ التأكدُ من أنَّهُ مرتاحٌ و لا يعانِي من أيّة حالاتٍ مرضيّة (كالمَغص والانتِفاخ و الحالات الالتهابيّة التي تسبّبُ الاستيقاظ أو القَلق عِند الطفل). و هنا لابدَّ من استشارةِ الطبيب لمعرفَة السَّبب المؤدّي للبكاء و قلّةِ النوم.

كذلِك عليكِ أنْ تتأكدي من أنّ طفلَكِ غيرُ جائِعٍ و أنَّ حفّاضَهُ جافٌ غيرُ مبللٍ. و أن تكون بيئةُ النوم مريحَةٌ له من فراشٍ و ملابسَ و غيرها.

بحال كان رضيعُك ينامُ نهاراً أكثرَ من اللّيل أو لا يعرِفُ الليل من النهار فعليكِ بما يلي :

  1. تجريبُ تقميطِ الطِفل فهذا يساعِدُهُ على النوم الهادِئ.
  2. إضعافُ الإضاءَة أو إطفَاؤُها في غرفَة نوم الطفلِ ليلاً.
  3.  تجنُّبُ كلّ الأشياء التي تحفّزُ على النوم خلال النهار ( الكرسي الهزاز).
  4. جعلُ الطفلِ مستيقظاً لفترةٍ أطولَ خلالَ كلّ استيقاظٍ بين القيلولاتِ النهارية.
  5. إخراجُ الطفل إلى الخارجِ و تعريضِهِ للضوءِ الطبيعي ( وليسَ للشمس المباشرة)، حيث يساعِدُ ذلك على إعادة ضبطِ الساعَة البيولوجيّة للطفل.

متى عليَّ أن أقلقَ بشأن نوم طفلي؟

كما قلنا سابقاً، قد يبقى نومُ الرُّضعِ مضطرِباً بشكلٍ عادي حتّى يُتمّوا الشهرَ السادِس من العمر. و لكن هناِك حالاتٌ طبيّةٌ تستدعِي القَلق و تسبّبُ حرمانَ الرضيع من النوم و منها :

  1. الإنتانات و الالتهابات : هي أمراضٌ تسبّبها عضويّاتٌ مختلِفة (الجراثيم و الفيروسات)، قد تصيبُ أيّ عضوٍ في الجسم مسبّبةً أعراضَاً مختلِفة، منها البكاء وقلّة النوم عند الرضيع ( مثال : التهاب الأذنِ الوسطى).
  2. الارتجاعُ المريئي Reflux : و هو عودَة المواد الحمضيّة من المعدَة إلى المريء و التسبّبُ بـ الاقياءَ و الألمَ الحارق و البكاء و قلةَ النوم.
  3. الغازاتُ البطنيّة : حالَةٌ كثيرةُ الشيوع بين الرّضع خلال الأشهر الأربَعة الأولَى من العمر، تعتبرُ مقلقةً للأهل و تسبّبُ البكاء الشديد و قلّة النوم عند الرضيع.
  4. بعض الحالات الجراحيّة : مثل الانغِلاف المعويّ و الفتوق الإربية المختنِقة و هي من الحالات المؤلِمة و التي تسبّب بكاءً شديدَاً و تمنَع الطفل من النوم و تتطلّب تدخّلاً طبّياً عاجِلاً.

في جميع الحالات السابقةِ لابدَّ من استشارة طبيّة عاجلة لتحرّي الأسباب و تقديمِ العلاج المناسِب و ذلك لتحسينِ نوعيةِ نومِ الرضيع.

نصائح للأمهات اللواتي يعانين من الإرهاق و التعب بسبب حديث الولادة ؟

” نامي حينَ ينامُ طفلك” هذه النصيحة الذهبية تحقّق قسطاً من الراحة للأم المتعبة.

تعتبرُ فترة اضطرابَات النوم عند حديثي الولادة فترةً مقلِقةً للأهل و مزعِجةً لهم كونَها تمنع الأهلَ من النوم الهانِئ ليلاً بسبب استمرار الطفل بالاستيقاظ.

هنابِك بعض الأمورِ التي يستطيع الأهلُ القيام بها لمساعدَة الطفل على النوم ليلاً و منها :

  1. توفير بيئةِ نومٍ هادئةٍ للطفل تشمُلُ تخفيفَ الإضاءَةِ و الضوضاءِ في الغرفَةِ التي ينام فيها الطفل.
  2. تغييرُ حفّاض الطفل و عدم تركهِ مبلّلاً لفترةٍ طويلة، كونَه يسبّب الانزعاج للطِفل و يوقظُه من النوم.
  3. تقميطُ الطفل حيث يساعدِهُ ذلك على الارتِخاء و النَوم الهادِئ.
  4. التأكّدُ من أنَّ الطفلَ غيرُ جائِعٍ، حيث أنَّ الجوع يوقِظُ الطفلَ من النوم.
  5. الاستشارَة الطبية عند ظهورِ أيّ علاماتٍ مقلقة ٍ كالقيءِ و ارتفاعِ الحرارَة و تطبّلِ البطن الشديد و التي تجعَل الطفلَ نَزِقَاً و يبكِي كثيرَاً و لا ينام.

الأسئلة الشائعة

لماذا يعتبرُ النوم ضرورياً جداً لحديث الولادة؟

النوم ضروريٌ جداً لأنه يؤثّر على القدرات العليا للطفل مثلَ اللّغة و الانتباه و التحكّم، و نشاط الدِماغ خِلال النوم لهُ تأثيرٌ مباشَرٌ على القدرَة على التعلّم و يؤثّر أيضا على النمو و المزاج .

ببساطة : ” النوم يبني دماغَ طفِلك”.

ما هي الضوضاءُ البيضاء ؟

الأصوات  المتكرّرةُ بنمطٍ ثابت هي ما يطلق عليها الضوضاء البيضاء، و هي  تساعِد الأطفال حديثي الولادة وحتّى عمر السنة على النومٍ بشكلٍ منتظم، دون أن تبذلَ الأم مجهودَاً خارقاً لتحفيز طفلِها على النوم، أصواتٌ مثل تشويشِ التلفزيون، أو صوتِ المكنسَة الكهربائيّة، أو صوتِ مجفّف الشعر، أو زخاتِ المطر. يمكنكِ الاعتمادُ عليها بشكلٍ فعالٍ لتهدئة الطِفل الباكِي.

اقرأ أيضا : كيفية العناية بالطفل حديث الولادة | ما على الأم الجديدة معرفته.

ما هي فائدةُ لفظِ كلمة Shush  في تهدِئة الطفل الباكي؟

تعتبر هذه الطريقة من أفضل الطرق لتهدئة الطفل الباكي و مساعدَته على الاسترخاء و النوم السريع، حيث تمسِك الأم طفلَها بيديها و تقرّبُ أذُنهُ لِجهة فَمِها و تقوم بهمس كلِمة shush  أو (إشششش…) عدّة مراتٍ متتاليةٍ فيهدَأُ الطفل و يسترخِي و يتوقّفُ عن البكاء.

ستلاحظُ الأمُّ فائدةَ هذا التصرف في إسكاتِ الطفل الباكي و إشعارهِ بالاسترخاءِ و الراحة.

د.أحمد عمار يوسف

طبيب أطفال؛ وكاتب محتوى طبّي صحّي، أعمل على نشر الوعي والثقافة الطبيّة فيما يخصّ تشخيص وعلاج أمراض الطفولة، من لحظة الولادة و حتّى سن المراهقة مع توضيح كافة المفاهيم ومحاولة تبسيطها للقارِئ العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى